الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوة والأخوات الكرام /

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما عظيما ) الأحزاب : آية 58

بعض الناس لا يشغلون أنفسهم بمقاومة الشر والأشرار ، وإنما يشغلون

أنفسهم بإيذاء الأخيار , والمكر والكيد لهم بالليل والنهار ,

يغفل هؤلاء عن أن كثير من الذين تعرضوا للعلماء والصالحين في القديم

والحديث أصابهم الذل والهوان , وأحاط بهم القهر والحرمان , وصدق فيهم قول

الله :{ إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم

عذابا مهينا * والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا

بهتانا وإثما عظيما } [ الأحزاب 57 – 58 ] .

ولو أن إيذاء الصالحين قاصر على الأعداء المجرمين لهان الأمر ، ولكن هذا

الإيذاء يقوم به بعض المسلمين ، ويدفع هؤلاء إلى الإيذاء التنافس أو

الحسد ، ولو أحسنوا لأنفسهم وأنصفوا في حكمهم لعلموا أنهم متجاوزون

حدود الله ، وأنهم بذلك قد ظلموا أنفسهم

{ ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه } [الطلاق : 1] ,

{ ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون } [ البقرة :29 ] .

وإن إيذاء أي إنسان بغير حق مرفوض في الإسلام ، بل إن إيذاء الحيوان

مرفوض كذلك , لقد دخلت امرأة النار في هرة حبستها .

وما قولك بمن يتعرض بالأذى لمن أحبه الله ، لقد جاء في الحديث( إن الله إذا

أحب عبداً دعا جبريل فقال : إني أحب فلانا فأحببه ، فيحبه جبريل ، ثم ينادي

في السماء فيقول : إن الله يحب فلانا فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع

له القبول في الأرض ) [رواه مسلم ] .. والله يحب المتقين ويحب المحسنين

وهو معهم : { إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون [ النحل : 128 ] ,

فماذا يفعل الحاسدون والحاقدون أمام هذا الحب الذي لا يملك أحد صرفه أو

طمسه ؟ إن من بين عباد الله المؤمنين من لو أقسم على الله لأبرَّه , فكيف

يأمن أحدهم عقوبة إيذاء هؤلاء ؟ { إن ربك لبالمرصاد } [ الفجر : 19 ] .

(( منقول بتصرف للفائده ))

» أم المؤمنين.. الحبيبة
» من هى أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها