أعطى كل شيء خلقه ثم هدى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

لطالما أحببت سورة طه..أحب أن أتمتع بتلاوتها..لكن آية فيها ذات رونق خاص وجمال..هذه الآية وردت في رد موس على فرعون حين سأله:

"قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يٰمُوسَىٰ "

رد عليه موسى :

"قَالَ رَبُّنَا ٱلَّذِيۤ أَعْطَىٰ كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ "

وفي تفسير ابن كثير أن سعيد بن جبير أول الآية قائلا...

أعطى
كل ذي خلق ما يصلحه من خلقه، ولم يجعل للإنسان من خلق الدابة، ولاللدابة
من خلق الكلب، ولا للكلب من خلق الشاة، وأعطى كل شيء ما ينبغي له من
النكاح، وهيأ كل شيء على ذلك، ليس شيء منها يشبه شيئاً من أفعاله في الخلق
والرزق والنكاح..

سبحان الله تعالى ..

تأملت قول سعيد بن جبير اليوم..ووردني خاطر أنا متأكدة أنه ليس بجديد عليكن,, لكنني سعدت به فأحببت نقله إليكن أخواتي..

من
فضل الله علينا أن متعنا بحواس منها؛؛حاسة البصر؛؛ وقد شاء الله ولا مشيئة
فوق مشيئته ولا إرادة تفضل إرادته فما أراد لخلقه إلا ما هو خير لهم..

شاء
العلي أن تكون قدرتنا على الرؤية بعيوننا رؤية محدودة أي ضمن مجال محدود,
ووالله الذي لا إله إلا هوأن لو أراد الشر لنا لرأينا ما يسوؤنا..فلو زاد
المجال الذي نرى ضمنه لرأينا الميكروبات والكائنات الدقيقة التي نكره
مشاهدتها..بذلك لن يطيب لنا في هذه الدنيا طعام ولا شراب..ولرأينا ما هو
جميل على غير جمال..ولأصبح حالنا غير هذا الحال

ولنقس على ذلك الكثير من الأمور..

الله
وهو الغني عنا رحمنا .. فلنرحم أنفسنا بأن نلتزم أمره ونتجنب نهيه
..ونبتعد بأبصارنا عن كل محرم قبيح ..ونغضها عن كل ما يغضب المولى سبحانه
وتعالى..

أسأل الله سبحانه أن يمتعنا بأسماعنا وأبصارنا وكل ما أنعم به علينا

ولنتذكر أنه من كف بصره عن الحرام فعسى الله أن يجعل جائزته التمتع بالنظر إلى وجهه الكريم...

دعواتكم لي بالإخلاص فإنه لم يتمكن منه قلبي بعد..