وقال الرسول !!

موضوع: وقال الرسول !! الأحد مارس 27, 2011 11:28 am

الحمد لله العظيم المنان الرحيم الرحمن ، خلق الإنسان وعلمه البيان ، وأنزل على رسوله القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان،وجعله دستورا لعباده في كل زمان ومكان، فمن سار على نهجه نال الرضى والغفران ، ومن خالف نهجه باء بالغواية والخسران ، وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له الملك الديان، ذو الرحمة والغفران والعفو والإحسان ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أوتي فصل الخطاب وحسن البيان ، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أهل التقى والإيمان ، ومن تبعهم وسار على نهجهم في كل زمان ومكان، وبعد :::

قال تعالى : ((وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً))

قال بن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية ::
( وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ( 30 ) الفرقان) )

يقول تعالى مخبرا عن رسوله ونبيه محمد - صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين ( يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) ، وذلك أن المشركين كانوا لا يصغون للقرآن ولا يسمعونه ، كما قال تعال- أنه قال : ى : ( وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون ) [ فصلت : 26 ] وكانوا إذا تلي عليهم القرآن أكثروا اللغط والكلام في غيره ، حتى لا يسمعوه . فهذا من هجرانه ، وترك [ علمه وحفظه أيضا من هجرانه ، وترك ] الإيمان به وتصديقه من هجرانه ، وترك تدبره وتفهمه من هجرانه ، وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه ، والعدول عنه إلى غيره - من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره - من هجرانه ، فنسأل الله الكريم المنان القادر على ما يشاء ، أن يخلصنا مما يسخطه ، ويستعملنا فيما يرضيه ، من حفظ كتابه وفهمه ، والقيام بمقتضاه آناء الليل وأطراف النهار ، على الوجه الذي يحبه ويرضاه ، إنه كريم وهاب ..انتهى كلامه رحمه الله ..
فانظر أخي الكريم إلى تفسير هذه الآية وقيم نفسك بعد قراءتك لما سبق
هل أنت ممن هجر سماعه ؟
أم انت ممن هجر علمه وحفظه ؟
أم انك ممن هجر الإيمان به وتصديقه؟
أم أنك ممن هجر تدبره وتفهمه ؟
أم ممن هجر العمل به وهجر امتثال أوامره واجتناب زواجره ؟

قال ابن القيم : هجر القرآن أنواع:

1) هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه .
2) هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به
3) هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه .
4) هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه .
5) هجر الاستشفاء به من جميع أمراض القلوب .
فإياك أخي المسلم أن تكون ممن يهجره على أي حال من الأحوال ، وكن ممن يتقرب الى هذا الكتب العظيم الذي هو رسالة الله الى خلقه ، وكن من خيرة من قرأ هذه الرسالة وتعلم ما فيها وفهم مقاصدها وعمل بمقتضاها ، فالخير كل الخير في حفظ كتاب الله وتدبر معانيه وتلاوته والعمل به ، والشر كل الشر في هجره والإبتعاد عنه ،
:( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القران أهل الله وخاصته ) . (صحيح الجامع2165)
فهل تريد أن تكون من أهل الله وخاصته ؟
إذا أردت ذلك فعليك بهذا الكتاب العظيم ، فهو أعظم قربة تتقرب بها الى مولاك ،
قال خباب بن الأرت لرجل : (تقرب إلى الله تعالى ما استطعت، واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء هو أحب إليه من كلامه )
فتقرب يا راعاك الله إلى مولاك بقراءة كتابه وتدبره والعمل به
وقد جاء عن بعض السلف أن أعظم الفرائض الصلاة وأعظم النوافل قراءة القرءان ،
لما لهذا الكتاب من مكانة عظيمة عند الله جل في علاه ،
وقد روى الترمذي عن أبي أمامة مرفوعا ({ما تقرب العبد إلى الله تعالى بمثل ما خرج منه})
يعني القرءان ، فلا شيء عند المحبين أحلى من كلام محبوبهم ،
وقد روي عن عثمان رضي الله عنه أنه قال (لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم)
فهل طهرنا قلوبنا ليبلغ القرءان في قلوبنا هذا المبلغ ، هذه وصية عثمان الذي كان يقوم القرءان كله بركعة واحدة ،
فاحمد الله يا عبدالله أنك لم تكن من المحرومين من هذا الخير العظيم ،
وأعلم رعاك الله أن المحرومون على قسمين ،
قسم حرم من حفظ هذا الكتاب وتدبره وتلاوته والعمل به بسبب عدم توفيق الله له لكثرة الران على قلبه من أثر الذنوب والمعاصي والعياذ بالله ، فأسأل الله أن لا يجعلني وإياك منهم ،
والقسم الآخر حرم تلاوته لعاهة فيه مثل الصم البكم عافانا الله وإياكم ،
أولعدم تعلم بعض الناس القراءة والكتابة ، فهاؤلاء يتمنون قرائته لكن حال بينهم بينه الجهل أو العاهة الخلقية التي ابتلوا بها ،
فهل حمدت الله على نعمة النطق والتعليم ،
وأتذكر قصة حدثت لي في أحد القرى التي مكثت فيها فترة بعد توفيق الله لي لتعليم أهل تلك القرية القرءان
فكنت اجلس مع الأطفال في النهار وفي الليل مع كبار السن ويحضر ايضا بعض اولاد القرية
فكنا نجلس ونقرأ وعلى مقربة منا شاب عمره ما بين السادسة عشرة الى العشرين ، ينظر الينا من مكان ليس بالبعيد ،
واستمر على هذه الحال ايام ، وفي أحد الجلسات ناديته ،فبادرني الجميع وقالوا هذا اصم ،
قلت وإن كان أصم يحضر معنا لينال الأجر ،
قالوا لكنه إن جلس معنا يريد أن يقرأ
قلت وهل يحسن القراءة
لأنني اعلم أن بعض الصم يتعلم القراءة فيفهم ولكنه لا يستطيع أن ينطق فقط
قالوا : لا لم يتعلم ولا يفهم اي شيء ،
قلت إذا كيف يقرأ ؟
قالوا فقط يطلق اصوات غير معروفة ويمرر اصابعه على صفحات واسطر المصحف ثم يسكت ،
فقلت لا بأس دعوه يجلس لعل الله ان يكتب له الأجر بسبب حبه للقرءان
فكان يجلس معنا ويترقب الى ان يأتي دوره ، فإن تعدوه ولم يقرأ غضب غضبا شديدا
وحمدت الله على نعمة اللسان حينما سمعته يقرأ
فلم تكن قراءته غير اصوات يطلقها بصوت عال
وآآآآآآآآآآآء باااااااااااااااااااء ماااااااااااء الى غير ذلك من الأصوات الغيرمفهومة التي يصدرها
ولا يدري ما يقرأ ولا يفهم شئا البتة ،
لكنه صاحب همة بعد أن سمحت له بالجلوس والقراءة أصبح يواضب يوميا ، حتى أنه زارني بعض الدعاة واستغربوا من صنيعه ، فأسأل الله ان يكتب له الأجر العظيم على همته وحبه لكتاب الله ،
ورجل أصم آخر اعرفه في احدى المدن ايضا لم يتعلم شيء
فكان يأتي الى المسجد بأوقات مبكرة خاصة يوم الجمعة ويفتح المصحف وينمنم الى ان يأتي الخطيب
ولو كان ينطق لختم أجزاء في نفس الوقت الذي يتصفح فيه ،
فلنحمد الله على نعمة القراءة والنطق ولنشكره على هذه النعمة وشكره بطاعته وقراءة كتابه ، فلا نأمن أن تسلب منا هذه النعمة العظيمة فنكون من المحرومين ،
فألله ألله في كتاب الله يا عبدالله ، وليكن حجة لك لا عليك ، فالزمه والزم حفظه وتلاوته والعمل به ، ليكون شفيعا لك يوم القيامة فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه )
فكن من أهل القرءان ، لتنال به أعلى المراتب في الجنان ،
فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يقال لصاحب القران اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ) . (صحيح الجامع8122)

وفقني الله وإياكم إلى حفظ كتبه والعمل به وتدبر آياته وتلاوته آناء الليل واطراف النهار على الوجه الذي يرضيه عنا
والكلام عن القرءان وفضله يطول لكننا قد نكمل الكلام عنه في مواضيع لاحقة بإذن الله وتوفيقه ،
والحمد لله أولا وآخرا وهو حسبي ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا به. ..

موضوع: رد: وقال الرسول !! الأحد مارس 27, 2011 1:05 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

جزيت خيرا

» هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت في ربيع الأول ولم تكن في المحرم