]▲▼صور مشرّفة لرجال من بلدي▼▲

▲▼صور مشرّفة لرجال من بلدي▼▲

محمد من أهل الكويت كان فقيراً معدماً و هو من عائلة ذات عز إلا أن الأيام جارت عليه و اجتهد كثيراً في أن يخفي عدمه و يستر فقره أخفى ذلك حتى عن أقربائه و بني عمه .

و في ليلة من الليالي كان القمر محاق (المحاق آخر الشهر الهجري) سمع طرقاً على الباب و لما فتح الباب رأى بالباب رجلاً طويلاً عليه عباءة رثة سوداء كسواد الليل قد قبع بها , فوقف محمد أمام الرجل مشدوهاً من هيئته , فمدّ الرجل يده إلى محمد بصرة فيها نقود ثم أدبر مهرولاً . فناداه محمد يريد أن يعرف من هو و لكن الرجل المجهول اختفى في ظلمات الليل البهيم .

وقف محمد برهة مشدوهاً مما حدث , ثم دخل بيته و فتح الصرة فإذا فيها مبلغ من المال و لكن محمد لم ينشغل بالمال بل أخذ تفكيره بمن أعطاه المال فاعل الخير المجهول كيف عرف حاجته و دعا لفاعل الخير .

و في المحاق الذي يليه جاء الرجل المجهول و طرق الباب و طلب محمداً و دفع له الصرة كما فعل في المرة الأولى و أدبر مسرعاً و حاول محمد اللحاق به لكن الرجل كان سريعاً و اختفى خلف ستار الليل المظلم و لم يستطع محمد أن يعرف الرجل .

عاد محمد إلى بيته و رضي بما قسمه الله تعالى له وأخذ يكثر بالدعاء لفاعل الخيـر , و دام هذا الحال على ذلك مرات و مرات.

لكن حب الاستطلاع في محمد ألـح عليه و أصر أن يعرف من هذا المجهول و عزم على أن يمسك بيد الرجل حين يناوله الصرة و يبذل ما في وسعه كي لا يفر منه و كان محمد قوي البنية .

و في الليلة المعنية ليلة المحاق جاء الرجل المجهول كعادته و طرق الباب فخرج إليه محمد و لما مد المجهول يده بالصرة أمسك محمد بالصرة و اليد و حاول الرجل المجهول أن يتخلص من يد محمد فلم يستطيع لأن محمد كان أقوى منه .

عرف محمد الرجل المجهول و لقد كان الأمر مفاجئاً له إن هذا الرجل المجهول فاعل الخير الرجل الكريم الذي تعود أن يتفقد كل عزيز ذل في قومه و يمد له يد العون و يتعدى بره كل غني و فقير لقد كان هذا الرجل المجهول أميــر البلاد الشيخ●سالم بن مبارك الصباح● رحمه الله , الرجل التقي الصالح الذي لم يترك مكرمة إلا كان من السابقين إليها .

قال الشيخ سالم بن مبارك لمحمد : لقد عرفتني و لكنني أقسم عليك بالله أن تخفي أمري هذا معك حتى يأتي وعد الله .

تأثر محمد كثيرا مما حدث و ذلك أن يأتي أمير البلاد متخفياً في هذه الليالي المظلمة يتنكر بأفقر زي و أوهن ملبس يسير في الدروب وحده , أثـر ذلك في نفس محمد فرق قلبه و دمعت عيناه و قال للشيخ سالم : أقسـم بالله العليّ العظيم أن أمرك هذا سيبقى سراً اللهم إلا إذا عشت بعدك , فسأحكيه للناس أرجو أن يكون لمن بعدك فيه عبرة .

و في يوم 15 من جمادي الآخرة سنة 1339هـ مات الشيخ سالم بن مبارك الصباح رحمه الله ر فقد كثير من الناس العطف الذي كانوا يرونه من المحسن المجهـول , و هنا أذاع محمد سر الرجل المجهول و كشف للناس عن اسمه و شخصه و كان الناس فقدوا ذلك المحسن المجهول على ذلك الأمير الراحل و الأب البار و الحاكم العادل .

المصدر : كتاب : كما تدين تدان .

للكاتب الكويتي : سيد عبدالله سيد عبد الرحمن الرفاعي .

زائر

جزاكي الله خيرا أختي الطيبة

رزقكي الله جنة عرضها السموات والأرض

بارك الله فيك اخوي عالمرور الطيب .. جزيت الجنة

عائدة .. بوركتي غاليتي ..